Skip to main content

Posts

Showing posts from December, 2019

ما بين روحية الكلمات ونغم المقامات

الشيخ مصطفى إسماعيل في ختام صيام يوم رمضاني، واقفًا أمام الراديو في وسط غرفة المعيشة بينما يستعد جميع أفراد الأسرة للإفطار، مستمعًا "لقرآن المغرب" تحديدًا حينما بدأ القارئ في تلاوة أجزاء من سورة آل عمران " فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا قالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ". حينها وجدت لحظة صمت تلاها انفجار من الإعجاب. في الواقع كانت لحظة تمتلئ بمشاعر عدة، فقد امتلأت عيني أمي بالدموع، وانضم جدي للمستمعين والحاضرين لتلاوة القارئ قائلًا "الله" بفرط من النشوة والإجلال في ذات الوقت. بينما لم يبهرني وقتها سوى ردات الفعل تلك، وكذلك الحاضرين أمام القارئ وهم ينفعلون في ختام كل آية. غير مدرك سبب ذلك الانفعال، وكذلك انفعال جدي وخشوع أمي. أوليس هذان ضدين؟ فبادرت بسؤال جدي عن اسم القارئ وقد كان الشيخ أبو العنين شعيشع، وفي الفترة الضيقة قبل ال...

"القصة"

خلا المنزل من الضوضاء تماماً.. مسحت "صوفيا" الطاولة وقامت بترتيب الفوضىٰ التي أحدثها إفطار الصباح،  ثُم وهي تتمدد علىٰ مِقعد خشبي موازٍ لشرفة الصالون قامت بوضع إسطوانة في الكاسيت بجانبها ليعلو صوت الشيخ إمام "وهبت عُمري للأمل ولا جاشي.." إبتسمت، وأغمضت عينيها لتشعر بنفسها وقد إنسحبت من واقعها، وروحها تتطاير مع صوت "الشيخ إمام". عمت السكينة المكان حولها وبدأت تشعر أنها تغوص في نوم عميق، عندما قطع هدوء المكان فجأة صراخ يأتي من الشرفة "ياأم حسن إقفلي الحنفية الجنينة هتغرق .. إقفليها بسرعة" في هذه الأثناء فتحت صوفيا عينيها ليعيدها صراخ أبو حسن إلىٰ الواقع مرةً أخرىٰ، ثم وهي تنتفض من علىٰ مقعدها وتتجه نحو البلكونة أخذت تسب الحظ الذي جعلها تأخذ الدور الأول من عمارة تشتمل على 12 دور لتسمع صراخ أبو حسن مع أم حسن كل يوم ونمهما الذي لا ينقطع عن سكان هذه العمارة. ألقت نظرة علىٰ ما يحدث في الخارج، ففوجئت بأبو حسن البواب حاملاً خرطوم المياه ويرش حديقة العمارة الأمامية وأم حسن تأتي جرياً من الداخل ممسكة بابنها بكامل مِعصمها لترد له الصراخ: "إنت...