أطل الصباح علي هذا اليوم بتفاحة، وقطعتان من بسكويت العيد التي ما تزال علب أمي هنا تمتلئ به رغم النقصان، وفنجان قهوة لذيذ كما العادة إنتهيت منه بسرعة، ولم تكن هناك أي أعمال صباحية تستحق الذكر، فوجدت نفسي متفرغة لأجلس أمام المرآة: أمشط شعري أو ربما أفكر. وحينما كدت أن أنتهي من أمر أقوم به يوميا، وأحول عيني عن صورتي في المرآة التي لا يمضي علي يوم دون أن أتطلع إليها. لم أنتبه لعقلي إلا وهو غارقا مع بشرتي ذات الطبيعة النمشية وشعري الأسود المسحوب، ويطرح عليهما سؤالا واضحا كنور الصباح: (إلى أي مدى أنا جميلة؟!) ولما كان هذا السؤال كان وما زال يحتل الأولوية لدى المرأة، تداعت إلى رأسي صورة المرأة الجميلة عند العرب قديما، ثم صورة المرأة في أوروبا مع ظهور الموضة وتطورها عقد بعد عقد. والإختلاف العميق بين فلسفة كل منهما عند شعوب كلا الثقافتين، وكيف أن هذا الإختلاف لم يلغي صورة الآخر، بل أعطى له طابعه ولونه. وكأفضل حل بوسعي، رحت أفتش عن آراء الفلاسفة القدماء. فأجبت على نفسي بتعريف "أفلاطون" قائلة: ...
موضوعات مهمة للغاية أكتر ما أنت متخيل. فنحاول نستوعبها مع بعض.