Skip to main content

Posts

Showing posts with the label وجهة نظر

" من منهن الأكثر جمالا !.. "

أطل الصباح  علي هذا اليوم بتفاحة، وقطعتان من بسكويت العيد التي ما تزال علب أمي هنا تمتلئ به رغم النقصان، وفنجان قهوة لذيذ كما العادة إنتهيت منه بسرعة، ولم تكن هناك أي أعمال صباحية تستحق الذكر، فوجدت نفسي متفرغة لأجلس أمام المرآة: أمشط شعري أو ربما أفكر. وحينما كدت أن أنتهي من أمر أقوم به يوميا، وأحول عيني عن صورتي في المرآة التي لا يمضي علي يوم دون أن أتطلع إليها. لم أنتبه لعقلي إلا وهو غارقا مع بشرتي ذات الطبيعة النمشية وشعري الأسود المسحوب، ويطرح عليهما سؤالا واضحا كنور الصباح:                       (إلى   أي مدى أنا جميلة؟!) ولما كان هذا السؤال كان وما زال يحتل الأولوية لدى المرأة، تداعت إلى رأسي صورة المرأة الجميلة عند العرب قديما، ثم صورة المرأة في أوروبا مع ظهور الموضة وتطورها عقد بعد عقد. والإختلاف العميق بين فلسفة كل منهما عند شعوب كلا الثقافتين، وكيف أن هذا الإختلاف لم يلغي صورة الآخر، بل أعطى له طابعه ولونه. وكأفضل حل بوسعي، رحت أفتش عن آراء الفلاسفة القدماء. فأجبت على نفسي بتعريف "أفلاطون" قائلة: ...

"القصة"

خلا المنزل من الضوضاء تماماً.. مسحت "صوفيا" الطاولة وقامت بترتيب الفوضىٰ التي أحدثها إفطار الصباح،  ثُم وهي تتمدد علىٰ مِقعد خشبي موازٍ لشرفة الصالون قامت بوضع إسطوانة في الكاسيت بجانبها ليعلو صوت الشيخ إمام "وهبت عُمري للأمل ولا جاشي.." إبتسمت، وأغمضت عينيها لتشعر بنفسها وقد إنسحبت من واقعها، وروحها تتطاير مع صوت "الشيخ إمام". عمت السكينة المكان حولها وبدأت تشعر أنها تغوص في نوم عميق، عندما قطع هدوء المكان فجأة صراخ يأتي من الشرفة "ياأم حسن إقفلي الحنفية الجنينة هتغرق .. إقفليها بسرعة" في هذه الأثناء فتحت صوفيا عينيها ليعيدها صراخ أبو حسن إلىٰ الواقع مرةً أخرىٰ، ثم وهي تنتفض من علىٰ مقعدها وتتجه نحو البلكونة أخذت تسب الحظ الذي جعلها تأخذ الدور الأول من عمارة تشتمل على 12 دور لتسمع صراخ أبو حسن مع أم حسن كل يوم ونمهما الذي لا ينقطع عن سكان هذه العمارة. ألقت نظرة علىٰ ما يحدث في الخارج، ففوجئت بأبو حسن البواب حاملاً خرطوم المياه ويرش حديقة العمارة الأمامية وأم حسن تأتي جرياً من الداخل ممسكة بابنها بكامل مِعصمها لترد له الصراخ: "إنت...

"قضبان الحقيقة"

كُنت قد شاهدت فيلمًا أمريكياً مُنذ فترة ليست بطويلة البطلة به فاقدة للذاكرة. يأتي النهار عليها وزوجها كل يوم، فتفنجل عينيها غير مدركة من هي ولا أين تكون.  ثم لا يلبث زوجها أنْ يستيقظ، حتىٰ يُهدئها ويُحاول أن يقنعها أن هذه هيٰ حياتها وأنهما زوجان منذ فترة طويلة عارضًا لها ألبوم الصور الخاص بهما. وتتوالي النهارات عليها وزوجها كل يوم بهذه الطريقة، إلىٰ أن يظهر شخصًا ما بحياتها ليثبت لها بوسيلة ما أن تلك الحياة التي تحياها ليست لها، وذلك الشخص الذي يدّعي أنه زوجها هو المسئول عن فقدان ذاكراتها وما وصلت إليه، وأن هناك ابنًا وزوجًا في مكان آخر وحياة أخرىٰ هي حياتها الحقيقية، وعليها أن تبذل الجهد حتىٰ تخرج من الحياة التي وضعها شخصًا غريبًا رغمًا عنها به تحت مُسمىٰ الحب والزواج. وعلىٰ الرغم من أن الفيلم يحكي قصة عادية لامرأة ما، إلّا أنني وفي إحدى المشاهد أستوقفت أمام الطريقة التي صنع بها المخرج القصة، ولا أدري حقيقةً إن كان هو يقصد ذلك أم لا لكنّ الصورة التي ظهرت بها الأيام تجري بعضها وراء بعضًا الواحدة تلو الأخرىٰ لتكوّن سنينًا مضت، وتوحي بأخرىٰ بإستطاعتها أن تمضي سريعًا. ومن جه...

حديث الصباح والمساء -- بين الحياة والموت

سنة 1987 صدرت رواية حديث الصباح والمساء للكاتب العظيم نجيب محفوظ عن دار  الشروق وبعد اصدارها ب 14 سنة يعني سنة 2001 .. اشترك المخرج أحمد صقر مع الكاتب محسن زايد في صياغة الرواية واخراجها ك مسلسل تلفزيوني واللي حقق نجاح كبير جداً  حديث الصباح والمساء -- الرواية الرواية متقدمة بشكل مختلف متقسمة علي الي 67 شخصية مترتبين ترتيب أبجدي كل الشخصيات تربطهم علاقات ببعض سواء نسب او قرابة  الرواية مقدمة كل شخصية بشكل عبقري سواء من الوصف الجسدي او الشكلي او النفسي للشخصية وتأثير الظروف الاجتماعية والسياسية علي كل شخصية بطريقة عظيمة  والأعظم انه قدر يربط بين كل الشخصيات دي بدون سقطة او غلطة واحدة  ووصف يخليك كأنك شايف الشخصية وعايش معاها  الرواية بتمثل حقبة زمنية من بداية دخول الحملة الفرنسية لمصر وصولا لفترة حكم الرئيس السادات وبتبين بشكل حلو جدا ازاي  السياسة في مصر بتأثر علي الافراد وعلي الظروف الاجتماعية كان فيه شخصية هي الجوكر في الرواية شخصية "راضية" بنت "جليلة" والشيخ "معاوية القليوبي" واللي عاصرت كل الأجيال وتأثير كل ده عليها الر...

لن أعيش في جلباب أبي -- الرواية و الدراما

أول ما تسمع جملة " لن أعيش في جلباب أبي" هييجي تلقائيا في دماغك " عبغفور و فاطنة" 😂 .. ومع حبي الشديد للمسلسل اللي    من وجهة نظري ميتزهقش منه قولت أقرا الرواية واشوف هي هتبقي زي المسلسل ولا لا لن أعيش في جلباب أبي - الرواية الرواية تأليف كاتب الحب والحرية " احسان عبد القدوس" اتكتبت سنة 1982 صدرت عن مكتبة غريب .. تناولت بشكل سطحي جدا حياة المليونير العصامي البخيل " عبد الغفور البرعي" . أولا: الرواية فيها كم غلطات رهيبة في الاسماء مره تلاقي ابن عبد الغفور الكبير اسمه عبد الستار والمرة التانية تلاقيه عبد السلام (وهو اساسا شخصية لا وجود لها ولا تأثير في الرواية ).. (أمينة) البنت الامريكية اللي اسلمت مرة تلاقيها اسمها روزماري ومرة روزالين ..  ثانياً: حياة عبد الوهاب البرعي واللي كان طول الوقت الكاتب بيحاول يوصل للقارئ اد ايه انه غريب شاب يكون في سنه وملهوش اي علاقات نسائية وكأن الطبيعي في مصر العلاقات الكتير قبل الجواز.. ثالثاً: حياة نظيرة البرعي واللي المفروض كل يوم بتروح تقعد مع حسين في بيته وتروح من عنده متأخر ...