Skip to main content

Posts

Showing posts with the label يوميات عشريني سفيه

كف الحياة المقامر

  ديمًا كنت بعتبر الحياة عبثية لا يكمل منطقها إلا الموت أو سوناتا ضوء القمر حق بتهوفن. ولكن كما يوحي عنوان المقال فأنا بقيت مقتنع تمامًا إن أفضل حل لمواجهة عبثية الحياة وفقدان الشغف اللاحق لكل أنواع الخذلان المتعاقب علينا واللي بيبقى أوقات كتيرة يصعب التعافي منه، هي المقامرة. ولكن المقامرة مع الحياة. صمت الوحدة العنيد في هدوء الليل (لا مش هو الصامد المغامر ولا حاجة) بتلاقي نفسك بتشرب أي حاجة ليها تأثير على عقلك، في أحسن الحالات، زي القهوة. وبتبص للسما اللي لو حظك حلو تكون صافية وتلقي نظرة متفحصة على النجوم متنهدًا في ليلك وحيدًا مش لاحق حتى إنك تسأل النجوم، ليه الأمور وصلت للمرحلة دي؟ مش لأنك عارف ولكن لأن دموعك بتلحق كلامك وتبادر في النزول. الدموع دي من فرط التفكير اللي بيصاحبه عجز عن العثور على حل أو على الأقل مغزى من اللي بيحصل.    هنا بتبدأ رحلة الاقتناع، بما أدركناه مسبقًا سواء بالذهن أو بالحواس، إنه بالفعل لا يوجد أي منطق أو مغزى ممكن نصبّر نفسنا بيه. مهما كان في البداية يبدو أن الحياة منطقية ولكن منطقها يتناسب عكسيًا مع مدى إدراكك لجوانب حياتك. بعضنا بيجد...

"ميستهلوشي" وشوية افكار ملغبطة أخرى

أغنية ميستهلوشي من أول ما نزلت وهي تقريبًا كانت أكتر أغنية بسمعها، حبيتها جدًا لدرجة كافية خلت صحابي يسفوا مع بعض عن هوسي بيها.. كبرنا والأغنية الارتباط بيها قل، ولكن اللي كبر معانا بدل الأغنية هي شوية issues تانية الأغنية نفسها مكنتش السبب فيها، بس…..  كبرت معانا نزعة فردية، مش بس ميستهلوشي، لا كمان أنا أقدر ا get through كل دا لوحدي.. كل دا بتشمل الخسائر اللي تكبدناها خلال مشوارنا القصير في الحياة، إحباطاتنا المتوالية والكثيرة علي سننا الصغير، كل تجريح أو تصرف حقير من شخص destructive.. الإجابة أنا هقدر أصلح كل دا لوحدي..  طبيعي وقتها إن عقلنا يتصرف بشكل احترازي أكتر، أكتر بكتير.. لدرجة أنه ممكن يرمينا في منطقة مظلمة مش معروفة الملامح أو يحولنا لنوع من الشخصيات ال avoidant اللي بيحلوا مشاكلهم بتجنب حدوثها تاني.. اجري يا مجدي ايفيكت لو اتعرضت لخيانة طبيعي تبقي ردة فعلك الشك في أي علاقة بعد كدا.. لو اتعرضت للكذب فمش هتحب تتعامل مع البشر عشان كدابين.. هنا فيه مقال بيتكلم عن when no body is good enough for you.. وعرض الفكرة بإننا من خلال تجاربنا الصعبة في الحياة بنعمل list بال...

ما بين روحية الكلمات ونغم المقامات

الشيخ مصطفى إسماعيل في ختام صيام يوم رمضاني، واقفًا أمام الراديو في وسط غرفة المعيشة بينما يستعد جميع أفراد الأسرة للإفطار، مستمعًا "لقرآن المغرب" تحديدًا حينما بدأ القارئ في تلاوة أجزاء من سورة آل عمران " فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا قالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ". حينها وجدت لحظة صمت تلاها انفجار من الإعجاب. في الواقع كانت لحظة تمتلئ بمشاعر عدة، فقد امتلأت عيني أمي بالدموع، وانضم جدي للمستمعين والحاضرين لتلاوة القارئ قائلًا "الله" بفرط من النشوة والإجلال في ذات الوقت. بينما لم يبهرني وقتها سوى ردات الفعل تلك، وكذلك الحاضرين أمام القارئ وهم ينفعلون في ختام كل آية. غير مدرك سبب ذلك الانفعال، وكذلك انفعال جدي وخشوع أمي. أوليس هذان ضدين؟ فبادرت بسؤال جدي عن اسم القارئ وقد كان الشيخ أبو العنين شعيشع، وفي الفترة الضيقة قبل ال...

نظرية العلوقية والشمسية

ممكن نختلف كتير عن المعنى الفعلي لكلمة "علوقية" ولكن عمرنا ما هنختلف عن الشعور بالسعادة المرتبط بيها. أيوة فعًلا شعور بالسعادة. ممكن نستحضر موقف معين مرينا كلنا بيه، ونشوف أغلبنا بيتصرف ازاي: أنت: أنا النهاردة عندي مذاكرة كتير/ شغل خطير ولازم يخلص، فيه كويز بكرا والدكتور هياخد بيها ال attendance. أنت برضو لنفسك: صحابي حاجزين لعب كورة وعايز أخرج معاهم. أنت: صحابي بعد اللعب هيروحوا رحلة لمعمل سيرن (CERN) وهتبقى خروجة جميلة وهنشرب قصب سويسري. نفسك: يسطي احنا هنفتح نتفلكس ونتفرج على مسلسل حمادة عزو، دا لسه نازل وبيقولوا حلو. بنعمل ايه أول ما بنسمع الجملة دي في الظروف طالعة من جوانا؟ بالظبط، بنقعد على السرير ونشغل مسلسل، فيلم، أو حتى فيديوهات القطط اللي على اليوتيوب (وبصراحة هي ممتعة 😂). الغريب فعلًا إننا بمجرد ما ناخد القرار دا (قرار العلوقية) بنبقى خلاص أيقنا إننا مش فارق معانا حاجة. وبالتالي تلقائيًا بنعوض شعور تأنيب الضمير بالشعور بالسعادة. بمعنى إننا ممكن نشوف إن النوم على السرير ومشاهدة فيديوهات القطط أفضل من حتى علوقية من نوع تاني زي لعب الكورة أو الخ...

"صارت شتا"

وأخيراً  حلت الشتوية.. يافعة ومندفعة وجميلة من سماء بلدتنا لمرتها الأولىٰ هذا العام بغير توقف. في ليلة الثلاثاء، بال22 من أكتوبر، أقف كالمسحورة وسط شرفة المنزل، وسط الرياح والماء والبرق الذي ينير الدنيا فجأة ثم يتركها في ظلامها البائس، غير قابلة علىٰ التصديق، وقلبي يرقص كمن يُعاصر فرحاً. إنه عُرس الشتاء بالطبع!. يهطل المطر بغزارة وحيوية مُخلفاً رائحة الطبيعة في أجوائه، ومُعلناً عن ربيعاً آخر غير ذلك الذي تتفتح به الزهور ويخضر به الشجر. هذا ربيعاً للبرد والذكريات ورائحة الجوافة اللذيذة ولمذاق المشروبات الساخنة والملابس الصوفية. ربيعاً نختبئ به وراء النوافذ وبين أحضان البيوت. ... لم أكن وحدي اللفافة الكبيرة للدهشة بزخم المطر ورائحته في هذه الليلة، بل تفاجأ الكل تماماً كما مِثلي. خافت أُمي من أن يطيل هطوله وزخمه أكثر ولا يجد لمستنقعاته الصغيرة مكاناً ويهجم علينا، فقامت بإخلاء غرفة المعيشة وسلالم المنزل من كل متاعهم: الأحذية والمفارش الأرضية وما غير ذلك. وأبي بدوره أقبل علينا من نومه قائلاً: "أنّ الله غاضب علىٰ الناس بالتأكيد لينزل المطر بهذه الشدة." فالت...

يوم مع مسلسل My brilliant friend

  ليلا وإيلينا أهم بطلتين في المسلسل بصراحة كنت ناوي أكتب موضوع تاني، إلا إن قضيت يومين الحقيقة مش يوم واحد مع مسلسل My brilliant friend الرائع. هو مسلسل إيطالي بيعتمد على البؤس الشديد نتيجة الفقر والجهل في إيطاليا الخمسينات. فتأكد إنك هتشوف مسلسل درامي كئيب وبائس تحديدًا بدرجة كبيرة. المسلسل من إنتاج شركة HBO وتقدروا تشوفوه - بالنسبة لغير الأمريكان طبعًا - على تطبيق وموقع Wavo.  جمال المسلسل بيكمن في تطرقه لجوانب أهملت الفترة الحالية من المسلسلات وهي الجوانب الأسرية والمجتمعية. ممكن حد يختلف معايا ويقول لا فيه مسلسلات وأعمال فنية كتير بتتحدث عن المعاناة الأسرية والمجتمعية. الفكيرة إن معظم الأعمال الفنية بتطرق للموضوعات دي كجزء من قصة تانية بعيدة عن المحاور المجتمعية. يعني أشهر ترند من المسلسلات وتحديدًا إنتاج نتفلكس لابد وأن يحتوي أي مسلسل على كلمة Thriller أو Crime وThriller برضو. وبيكون في تسليط ضوء على الحياة الأسرية أو المجتمعية للأبطال. ولكن في الواقع مسلسل My brilliant friend كانت هي دي محاور القصة بتاعته. ممكن التريلير بتاعه يوضح الفكرة بشكل سريع. ...

على حافة اليأس..

جميعنا يعلم أن الشباب هم المستقبل، وهم عصب أي أمة ترغب في النهوض والتقدم وصنع حضارة، وعليه فإن الأمة – من المفترض – أن تهتم بشبابها رعاة نهوضها.   ولكن ما نراه – كشباب عربي – من أمتنا العربية هو امتهانٌ إذلالنا، وتحطيمٌ وإفقارٌ لأمالنا؛ فما زلنا لا نلقى احتواء أو مساحة للمشاركة أو التغيير، وهو ما يكاد يمحق أي هوية بداخلنا، يفترس أي ثورة في نفوسنا، مما يجعلنا نميل للرحيل عن البقاء، ونجد في الهجرة سبيلًا للجفاء. نجد الهوة بيننا كشباب وبين أمتنا تنشأ بداية من تكوين الفكر؛ فنجد حاضرنا العربي يرفض الشاب ذو الفكر المستقل، في أي سنٍ كان، فهذه لا تتوقف على مرحلة معينة. وإن اختلفت المقاصد في تكوين الفكر الناقد لتسيير تلك الأمة دائمًا، ما يكون الرد بالإقصاء والتهميش. " نسب البطالة في الطالع "، " حرية التعبير في النازل "، " لا يوجد حكم دستوري "، " الفساد وصل للأعناق "، " مجتمع قبلي يرفض الاختلاف ". هذه نبذة من آراء الشباب صاحب الفكر الناقد عن أمتنا العربية وكيف وصلت بنا إلى هذا القاع. فمن المفترض نجد الاحتواء المطلوب، والتقدير المنشود...