Skip to main content

يوم مع مسلسل My brilliant friend


مسلسل My brilliant friend
 ليلا وإيلينا أهم بطلتين في المسلسل
بصراحة كنت ناوي أكتب موضوع تاني، إلا إن قضيت يومين الحقيقة مش يوم واحد مع مسلسل My brilliant friend الرائع. هو مسلسل إيطالي بيعتمد على البؤس الشديد نتيجة الفقر والجهل في إيطاليا الخمسينات. فتأكد إنك هتشوف مسلسل درامي كئيب وبائس تحديدًا بدرجة كبيرة. المسلسل من إنتاج شركة HBO وتقدروا تشوفوه - بالنسبة لغير الأمريكان طبعًا - على تطبيق وموقع Wavo. 

جمال المسلسل بيكمن في تطرقه لجوانب أهملت الفترة الحالية من المسلسلات وهي الجوانب الأسرية والمجتمعية. ممكن حد يختلف معايا ويقول لا فيه مسلسلات وأعمال فنية كتير بتتحدث عن المعاناة الأسرية والمجتمعية. الفكيرة إن معظم الأعمال الفنية بتطرق للموضوعات دي كجزء من قصة تانية بعيدة عن المحاور المجتمعية. يعني أشهر ترند من المسلسلات وتحديدًا إنتاج نتفلكس لابد وأن يحتوي أي مسلسل على كلمة Thriller أو Crime وThriller برضو. وبيكون في تسليط ضوء على الحياة الأسرية أو المجتمعية للأبطال. ولكن في الواقع مسلسل My brilliant friend كانت هي دي محاور القصة بتاعته. ممكن التريلير بتاعه يوضح الفكرة بشكل سريع.



يعطي الحلق للي بلا ودان

تقريبًا دا الشعار الأوحد في المسلسل. يعطي الحلق للي بلا ودان. وهنا لازم نحط Spoiler alert 🚨. المسلسل بيتكلم عن ليلا - اللي في يمين الصورة - وإيلينا - اللي في الشمال - وهم بنتين من أذكى بنات المدرسة الإبتدائية في أحد أحياء نابولي الفقيرة طبعًا. الاتنين بيتعرضوا للعنف الأسري تحت السلطة الأبوية وإن كانت ليلا بتتعرض لظروف أعنف شوية. الاتنين بينجحوا في المدرسة الإبتدائية بدرجات ممتازة وإن كانت ليلا - الأذكى - حصلت على مجموع أقل من إيلينا. 
هنا بيحصل الافتراق بين الصديقتين العزيزتين، وبتكمل إيلينا حياتها التعليمية بالذهاب للمدرسة المتوسطة بعد إقناع أهلها بالعافية إنهم يتكفلوا بالمصاريف. ودا تحديدًا اللي فشلت فيه ليلا، فهي مقدرتش تقنع أهلها بكدا، وطبعًا تعرضت لعنف شديد من أبوها عشان بتطلب حاجة كدا. 

بالرغم من إن إيلينا كانت ذكية وهتحافظ على مستواها بالمذاكرة طول الوقت واللي هيساعدها تتنقل للمدرسة الثانوية، إلا إن ليلا كانت الأذكى، وكانت بتحس إنها تستاهل حياة زي حياة إيلينا، ولكن بدون حقد عليها. وفي سبيل كدا هتفضل تقرأ في كتب أثناء شغلها مع أبوها في محل الأحذية. وكانت بتوصل لمستوى إيلينا في تعلم اللغات وكانت بتذاكرلها أحيانًا. وكل دا في سبيل واحد إنها - وكذلك إيلينا كانت بتفكر في كدا - تطلع من الحي القذر اللي هما عايشين فيه. ودا بيعرضنا لنقطة مهمة، هل هنستمر في السعي والكفاح حتى لو الحلق راح للي بلا ودان؟

حياة أكثر بؤسًا

في الواقع ليلا مقتدرش تقاوم، بعد فترة كفاح، خضعت نوعًا ما لقانون المجتمع بإنها تتخطب لواحد "غني" فكان بمثابة نجاة للأسرة ولكنها مش بتحبه. فتبدأ الصراعات الأسرية العنيفة، وفي الغالب مكنتش بتكسب فيها. إلا إنها قدرت تحتال على اسرتها نوعًا ما. وكفاية spoiling لحد كدا. هنا هيبتدي يظهر لينا جانب بائس تاني وهو المعاناة والألم الناتج عن التخلي عن الحلم، والانسحاق في المجتمع والزواج ومحي قدراتها العقلية. كل دا وأعز صديقتها بتتعلم وبتتفوق، وهي سعيدة ليها. إلا إن صديقتها نفسها هتحسدها على حياتها الكئيبة المليئة بالأحداث، واللي عكس حياتها السعيدة المملة. ودا بيحطنا قدام سؤال محوري، هل ممكن يكون البؤس أفضل من السعادة؟

اللافت للنظر في المسلسل هو إنك أكيد هتلاقي شخصيتك موجودة، أو عالأقل هتحصل عليها بمزج شخصيتين. أنا شخصيًا وجدت شخصيتي مزيج بين ليلا و نينو سارتوري. وأهم ما في المسلسل كعادة المسلسلات الأوروبية اللي مبقتش أتفاجئ بدا منها، وهي انتقال بين الأحداث على مهل، بحيث تعرض كل تفصيله صغيرة ممكنة. وكذلك عرض وافي للمشاعر والعواطف اللي بتكون مركبة ومش سطحية وبتوصل لأعماق قلبك. كل دا طبعًا غير المزيكا الإيطالية الكلاسيكية أو ال chamber music الجميلة في الخلفية. في النهاية المسلسل رائع وأنصح بيه بشدة، هو 8 حلقات يعني باخد يوم أو يومين و Happy weekend.

Comments

Popular posts from this blog

كف الحياة المقامر

  ديمًا كنت بعتبر الحياة عبثية لا يكمل منطقها إلا الموت أو سوناتا ضوء القمر حق بتهوفن. ولكن كما يوحي عنوان المقال فأنا بقيت مقتنع تمامًا إن أفضل حل لمواجهة عبثية الحياة وفقدان الشغف اللاحق لكل أنواع الخذلان المتعاقب علينا واللي بيبقى أوقات كتيرة يصعب التعافي منه، هي المقامرة. ولكن المقامرة مع الحياة. صمت الوحدة العنيد في هدوء الليل (لا مش هو الصامد المغامر ولا حاجة) بتلاقي نفسك بتشرب أي حاجة ليها تأثير على عقلك، في أحسن الحالات، زي القهوة. وبتبص للسما اللي لو حظك حلو تكون صافية وتلقي نظرة متفحصة على النجوم متنهدًا في ليلك وحيدًا مش لاحق حتى إنك تسأل النجوم، ليه الأمور وصلت للمرحلة دي؟ مش لأنك عارف ولكن لأن دموعك بتلحق كلامك وتبادر في النزول. الدموع دي من فرط التفكير اللي بيصاحبه عجز عن العثور على حل أو على الأقل مغزى من اللي بيحصل.    هنا بتبدأ رحلة الاقتناع، بما أدركناه مسبقًا سواء بالذهن أو بالحواس، إنه بالفعل لا يوجد أي منطق أو مغزى ممكن نصبّر نفسنا بيه. مهما كان في البداية يبدو أن الحياة منطقية ولكن منطقها يتناسب عكسيًا مع مدى إدراكك لجوانب حياتك. بعضنا بيجد...

لن أعيش في جلباب أبي -- الرواية و الدراما

أول ما تسمع جملة " لن أعيش في جلباب أبي" هييجي تلقائيا في دماغك " عبغفور و فاطنة" 😂 .. ومع حبي الشديد للمسلسل اللي    من وجهة نظري ميتزهقش منه قولت أقرا الرواية واشوف هي هتبقي زي المسلسل ولا لا لن أعيش في جلباب أبي - الرواية الرواية تأليف كاتب الحب والحرية " احسان عبد القدوس" اتكتبت سنة 1982 صدرت عن مكتبة غريب .. تناولت بشكل سطحي جدا حياة المليونير العصامي البخيل " عبد الغفور البرعي" . أولا: الرواية فيها كم غلطات رهيبة في الاسماء مره تلاقي ابن عبد الغفور الكبير اسمه عبد الستار والمرة التانية تلاقيه عبد السلام (وهو اساسا شخصية لا وجود لها ولا تأثير في الرواية ).. (أمينة) البنت الامريكية اللي اسلمت مرة تلاقيها اسمها روزماري ومرة روزالين ..  ثانياً: حياة عبد الوهاب البرعي واللي كان طول الوقت الكاتب بيحاول يوصل للقارئ اد ايه انه غريب شاب يكون في سنه وملهوش اي علاقات نسائية وكأن الطبيعي في مصر العلاقات الكتير قبل الجواز.. ثالثاً: حياة نظيرة البرعي واللي المفروض كل يوم بتروح تقعد مع حسين في بيته وتروح من عنده متأخر ...

عن العلم السلفي ونقد الدحيح

منذ فترة طويلة تتجاوز سنوات ونحن نعاني من التحريف، الاقتباس المشوه، والانتقاء في كل الجوانب العلمية. نعم هي تحديدًا كلمة الانتقاء، من منا لم يسمعها سابقًا؟ عليك أن تنتقي مصادرك المعرفية، العلمية، الثقافية...... إلخ. أعتقد أنه مع الاختلاف الشديد بين المراحل العمرية إلا أنه على الأقل جيل الثلاثينات والأجيال التالية له جميعهم يسمعون هذه الترهات. بالرغم من كوننا في عام 2019 إلا أننا نجد من يملي علينا هذه الترهات الآن. فها هو إياد قنيبي يخرج علينا عبر صفحاته على شبكات التواصل الاجتماعي ليقول لنا لا تشاهدوا الدحيح – وهذا الاسم شهره لأحمد الغندور الذي يقدم محتوى علمي ترفيهي – هذا الملحد المروج للإلحاد. عليكم أن تسمعوا صوت الحق، وهو صوتي أنا، صوت الدين، وهو صوتي أنا. في بداية الأمر لم أكن أود أن أشاهد هذه الفيديوهات – والتي بالمناسبة ليست المرة الأولى التي نجد فيها أحد ما يبحث وراء خلفية الدحيح الدينية سواء كان متدين أم لا ديني – ولكني لم أهتم بهذه الفيديوهات إلا حينما وجدت عدد كبير من أصدقائي يتشاركونه على شبكات التواصل. حسنًا بدأت المشاهدة، يظهر أمامي رجل يعتلي وجهه ابتسامه غر...